هل نعي ظروف تلامذتنا، وماذا نفعل ازاءها؟
د. محمد زيّاد
يأتي الكثير من الأطفال الى المدرسة مشحونين بطاقات بعضها ايجابية وبعضها سلبية، تأخذ حيزاً كبيراً من مشاعرهم وتفكيرهم خلال اليوم، وغالباً ما تنعكس هذه الأحداث والظروف التي يمر بها الأطفال على أدائهم الأكاديمي وتأقلمهم الاجتماعي بين أترابهم. فلا يمكن أن نتوقع، على سبيل المثال، من طفل معنّف جسدياً، أو وجوده مهدد باستمرار أثناء مجيئه إلى المدرسة بسبب اعتداءات قد تقع عليه من قبل أطفال متنمّرين أو بالغين معتدين، أن يكون ذهنه منفتحاً للتعلّم أو يصغي للتعليمات وينفذ الواجبات بالشكل المطلوب، خاصة إذا كان ذهنه مشغولاً بحاجاته الانفعالية والجسدية لضمان بقائه. ومن هنا تأتي أهمية مهارة الإصغاء لحاجات الأطفال، فلا يكفي أن يعرف المدرّس أو المدرّسة أساليب التدريس، ويتقنون مضامين تخصصهم، بل يتحتم عليهم تجاوز هذه النقطة للسعي نحو فهم ظروف الأطفال. فإن عجزت المعلّمة على معالجة الظروف التي أدت إلى توتّر الطفل، فيمكنها على الأقل أن تتفهم ما يدور في محيطه، وتتوقف عن معاقبته إذا قصّر بواجباته، والإمتناع عن الإستهزاء به في حالة الفشل في التعليم، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. فهل يحسن المعلم توظيف مهارة الاصغاء والتفهّم في عمله مع التلاميذ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق