20‏/02‏/2015

التعلّم ذو المعنى: قصة المعلمّ كلارك

التعلّم ذو المعنى: قصة المعلمّ كلارك

د. محمد زيّاد



قصة رون كلارك، حقيقية بالأساس، تم عرضها بفيلم يحمل اسمه في العام 2006 (The Ron Clark Story) وكان فيلماً ناجحاً حصد العديد من الجوائز. وتحكي قصة الفيلم نجاح معلّم يأتي من شمال كلوراينا الى المدينة الكبرى في الولايات المتحدة (نيويورك) والتي تتميز العديد من مدارسها بنسبة مرتفعة من العنف والمشاكل السلوكية والاجتماعية، خاصة في المناطق التي يقطنها الأقليات.
يحصل السيد كلارك على وظيفة في مدرسة يتواجد بها الأقليات، ليعلم مراهقين صغار  في المرحلة المتوسطة مهارات اساسية في التعليم والانضباط في السلوك. لكنه يصطدم في البيروقراطية الادارية، والتوقعات المنخفضة من جانب الادارة وأهالي الأطفال،وحتى من الأطفال أنفسهم الذين لم يهتموا بالدراسة، وكانو منشغلين في انفسهم وظروفهم الحياتية.
لكن هذا المعلم المبدع، جاء مع ايدولوجية انسانية، ووفلسفة حياة عميقها مفادها أن كل طفل قابل للتعلم. فيحاول المعلّم فهم عالم الأطفال، من خلال الدخول الى حياتهم، والمشاركة في فعالياتهم مثل قفز الحبل، والمشاركة في أعياد الميلاد. لقد وفّر لهم الأستاذ كلارك فرصة تعلّم حقيقية، ووضع القوانين الصفية لكيفية التعامل وأساسيات الأدب. خلق لهم فرصاً كبيرة للتعبير عن الذات من اخلال استغلال مواهبهم في جوانب تعليمية وفنية، مما رفع من معنوياتهم ودفعهم لبذل المزيد من الجهد نحو التحصيل. السيد كلارك رفع من توقعاته نحو طلبته، ونصب أمام عينيه رفع تحصيلهم الأكاديمي. وفعلاً نجح في مهمته.
السيد كلارك حصل على جائزة العام (2004) لأفضل معلّم في الولايات المتحدة، ألف أحد أكبر الكتب مبيعاً (ال55 مهارة أساسية للنجاح في المدرسة)، وأسس أكاديمية خاصة تحت اسمه، وعرض قصته ومهارات كتابه في برنامج أوبرا والكثير من البرامج المتلفزة حول العالم. قصة السيد كلارك تتلخّص في اخلاصه لمبادئه وطلبته، وقدرته على فهم عالمهم وتقبلهم بالرغم من مشاكلهم، وتوفير فرص تعلم حقيقية ذات معنى (Meaningful Learning)، وهذا ما تنادي به أهم نظريات التعلّم. لنتعلّم منه!