12‏/08‏/2015

اليوم الأول من العام الدراسي ليس لقمع الطلبة! د. محمد زيّاد

اليوم الأول من العام الدراسي ليس لقمع الطلبة!
د. محمد زيّاد



كل بداية لها مذاقها الخاص، وأثرها في النفوس، سواء أكانت ممتعة أم مزعجة. لدى البعض، مع كل بداية، هناك شعور بالترقب والاثارة مترافقة مع الحيوية والنشاط، خاصة اذا كانت برفقة أشخاص تركوا انظباعات ايجابية محبّبة في حياتنا. لكن هذا قد يكون مخالفاً للعديد من الأطفال الآخرين، ربما بسبب تجارب سلبية سابقة، أو التوجه لظروف جديدة غامضة. ومن بين التجارب القوية والمؤثرة في نفوس الصغار والكبار على السواء، تجربة الانتقال الى مدرسة جديدة، او الترفع الى مرحلة أعلى. فالطفل أمام مجهول لا يقدّر كيف ستكون ظروفه فيه وما هي الانطباعات التي سيغادر بها. 

وهنا يأتي دور المدرسة بطاقمها الاداري والتدريسي للعمل على إزالة عوامل القلق والتوتر وتهيئة الطلبة بطرق ايجابية، وفتح المدرسة بفعاليات مشوّقة تترك اثرها طويلاً على التلاميذ. فالمدرسة التي تعتمد في بداية السنة الدراسية النمط البوليسي (الضبط والقوانين المتشدّدة)، قد تنجح في مهمة المحافظة على النظام والانضباط، لكنها- في الوقت ذاته- قد تدب الرعب في نفوس الطلبة الصغار والقادمين الجدد، وقد تؤدي الى نتائج تربوية عكسية للكثيرين من الطلبة. وكثيرة هي المواقف التي يكره فيها الأطفال مدرستهم حتى بعد التخرج منها بسبب أسلوب التعامل الفظ والتزمت في القوانين، وانعدام وسائل الراحة والترفيه من قبل المدرسة والمعلمين.

وبالرغم من أهمية القوانين في حياتنا، لكن نذكّر هنا كل تربويّ أنّ بداية السنة، خاصة اليوم الأول ليس لفرض القوانين، وتذكير الطلبة بالزي والكتب والنظام والتلويح بالعصا أو العقاب لمن يخالف. فهذا يجب أن يتم ليس بطريقة القمع، إنّما بشكل تعاوني مع الطلبة أنفسهم ومع ذويهم، ولا تفرض عليهم بالاكراه. فاليوم الأول، لمن يدرك ماهية التربية، هو للأطفال بأن يشعروا أنهم انتقلوا الى بيوتهم الثانية، مع ترك المجال لذوي الأطفال بمرافقتهم لمن يشاء، وربما تنفيذ أنشطة مشتركة، وألعاب حرّة.. يمكن للمربين اجراء فعاليات داخل الفصول للتعرف على الأطفال، والاستماع الى قصصهم وتجاربهم عن العطلة. 
سنة موفقة نرجوها لكم..